الخميس، 2 يوليو 2009

شيماء (الجزء الثاني)

تسمرت في مكاني من المفاجأة، واضح انها طلعت فعلاً شرموطة محترفة، أنا صحيح عارف انها بت صايعة بس ما تخيلتش بصراحة انها ممكن تكون بالفُجر ده !
بتاعي بقي عامل زي الوحش الكاسر لدرجة يصعب إخفائها، و يبدو انها لاحظت الموضوع ده.
- مالك يا حمادة فيه إيه؟
- لأ مافيش.
ابتسمت ابتسامة بريئة نستني انها شرموطة ، و كانت تبدو في أبهي صورها مع تلك الابتسامة الرقيقة التي لم أتوقع أبداً أن تبدر من بنت بهذه الأخلاق. الحق يقال البنت جميلة و تعرف تبقي رقيقة و تعرف برضه تبقي بنت ليل، بس في الحالتين بتبقي حلوة و ممتعة قوي.
- إيه يا حمادة انت صدقت ولا إيه؟
- بصراحة آه.
تبدلت الابتسامة إلي نظرة غضب، كم كانت تبدو فاتنة حتي و هي مكشرة.
- اسمع يا أستاذ أحمد ، مش معني ان انا طاوعتك و قلت ان إحنا ها نبقي أصحاب انك تفهمني غلط.أنا بأهزر معاك الهزار إللي من وجهة نظرك أو إللي انت بتسميه هزار بين الأصحاب ، لكن لو تفكر انه ممكن يبقي جد يبقي انت غلطت في العنوان.
و لبست وش الكلب و طلعت من المطبخ،و توجهت نحو الباب( قال يعني غضبانة و هاتسيب الشقة).جريت وراها،
- شيماء، أنا ما قصدتش خالص علي فكرة.انتي إللي واضح انك ظنك سيء بيا من الأول.
- يا أستاذ أحمد أنا مش معني ان أنا بنت مش معقدة زي باقي البنات إنني ممكن أعمل حاجة زي كدة قدامك. أنا في الكلام عادي لكن الأفعال لأ.
- يا ستي ده هزار، عليا النعمة هزار. عموماً أنا أسف و لو عايزة ننسي الدقيقتين إللي قضيناهم مع بعض دول مافيش مشكلة، بس من غير ما تكوني زعلانة مني، بس أنا فعلاً هايبقي حظي وحش لأنني ما صدقت و لقيتك.
- لأ يا أحمد ، إحنا هانفضل أصحاب، بس أرجوك ما تفكرش فيا أي تفكير كدة ولا كدة و حافظ علي صاحبتك.
- صاحبتي في عنيا ، بس علي فكرة انتي بتبقي زي القمر و انتي غضبانة.
الكلمة دي بالذات خليتها تغيّر موقفها 180 درجة و إبتسمت برقة مرّة أخري.
- ميرسي يا حمادة ، ما تزعلش مني و أعذرني.
- ولا يهمك يا شيمو، يعني خلاص مش زعلانة؟
- خالص.
- طب يلا انجري هاتي الشاي و حصليني عالتليفزيون.
- كدة ؟ طيب يا سي حمادة.
و طلعت تجري عالمطبخ و شكلها كان ما صدّق أصلاً. قلت لها:
- بأقوللك يا شيماء صحيح، حاولي تخبي التهمة دي و إوعي تنسيها هنا ولا هنا تبقي مصيبة.
أول ما خلصت الجملة لقيتها جايبة الشاي و جاية عليا:
- من هنا و رايح أنا شيمو ، و البتاعة أنا خلاص داريتها.
- ماشي، اقعدي بقي.
قعدت جمبي علي كنبة الصالون بعد ما وضعت الصانية علي الترابيزة.
- مش عايز تعرف أنا داريتها فين؟
تصلب زبي و كان هايخرم الشورت، بس قلت أمسك نفسي عشان ما تاخدش عليا عشان لو اتعوجت تاني انا ممكن أغتصبها و أطلع دين أبوها و ساعتها مش هاتقدر تعمل لي أي ابن متناكة لأنها هاتروح في داهية ساعتها.
- لأ مش عايز أعرف يا شيماء، و إحنا اتفقنا نكون مؤدبين مع بعض.
نظرت نحو زبي المنتصب كالوحش وهي تقول:
- لا يا شيخ
- و بعدين يا شيماء، ها ترجعي تزعلي. إحنا لازم نبقي أصحاب محترمين.
- عندك حق
شكلها اتبضنت نيك بس كسمها تستاهل ، أنا فاهمها كويس. عايزة تسلي و قتها و تمتع نفسها برضه لأن البنات إللي من النوع ده بيبقوا علي طول متعطشين و ما بيصدقوا، بس هي في نفس الوقت بتعمل كام حركة كدة عشان ترسمهم عليا، و أنا هأطاوعها برضه مافيش مشكلة.
شربنا الشاي و قعدت تحكيلي كام حكاية بضان ولاد وسخة عن فيفي و تيتي و سوسو صاحباتها و أبوها إللي مسافر و مش بيعبرهم إلا بمبلغ كل كام شهر، و أمها و أختها إللي طول النهار في النادي بيتشرمطوا بس بأسلوب راقي.يتعرفوا علي ناس جامدةعشان بيزنس و مصالح و وسايط و مافيش مانع لو عريس ليها أو لأختها. يعني فهمت من الكلام انها بت رايحة في داهية و ما صدقت تلاقي حد تصاحبه و ساكن تحتها، و كانت بتحاول تستثيرني عشان أحيد و أقول أي كلام وسخ بس أنا كنت مخللي بالي نيك من النقطة دي عشان أحافظ علي الكورة في ملعبي أنا.
- يا خبر، الساعة بقت 7 انت أهلك بيرجعوا إمتي؟
- لأ ما تقلقيش، ماما و أختي برّة عند جدتي طول اليوم و بابا مش بيرجع قبل 9. لسة بدري يعني. عايزة تمشي ولا إيه؟
- آه يادوب بقي علشان ألحق أطلع قبل ما حد ييجي.
- هأشوفك تاني إمتي؟
- الوقت إللي يناسبك،أنا صحيح ما أخدتش رقمك.
تبادلنا أرقام الموبايل ، وصلتها لغايت باب الشقة و قالت لي و هي بتلبس شبشبها:
- و لو عندك مش هاينفع ممكن عندي، أنا البيت طول اليوم عندي فاضي.
- طب انتي ليه مش بتروحي معاهم النادي؟
- لأ أنا مش بأحب الجو ده..قعدة البيت أحسن لي ألف مرّة
- و أحسن لي أنا كمان.
عجبتها قوي، ضحكنا،حطت إيدها عالأُكرة ولسة هاتفتح الباب:
- استني هاتعملي إيه؟ كدة هانروح في داهية.
- آه معلهش.
فتحت الباب و تأكدت ان كله في السليم.أشرت لها ان تطلع سريعاً و فعلاً طلعت من عندي علي فوق جري.و بالمناسبة الدور إللي فوق ما حدش ساكن فيه غيرهم.
قفلت الباب.كنت فرحان نيك بالهدية إللي بعتها القدر ليا ( علي رأي عمرو دياب) و قعدت أفكر في إللي ها يحصل بعد كدة.
خطرت في بالي فكرة ظريفة قوي..مسكت موبايلي و طلبتها، ردت من أول رنة:
- ألو.
- أيوة يا شيمو، وصلتي؟
- آه تمام.
- طيب تمام ، حبيت أطمئن عليكي بس عشان السكة وحشة.
ضحكت و قالت لي:
- ميرسي يا حمادة، السكة كانت فعلاً زحمة بس الحمد لله وصلت.
- تمام... فاضية بُكرة؟
- أكيد فاضية، هايكون ورايا إيه.
- أنت إيه نظامك؟
- بكرة الجمعة أنا فاضي جداً جداً
- طب بُص ، إحنا مفروض معزومين عند ناس أصحاب ماما في مكان بعيد كدة عزبة أو حاجة كدة، و أنا أصلاً ماليش مزاج، فهأتحجج بأي حجة و مش هأروح و هأكلمك نقضي اليوم بكرة كله عندي، و أهو بالمرّة تدوق أكلي.
- ماشي..ظبطي نفسك و كلميني.
- ماشي يا حماده، عايز حاجة؟
- ميرسي يا شيمو..يلا سلام و مستني تليفونك بكرة.
- أكيد يا أحمد ما تقلقش.
- باي.
- باي.
كدة جت لي عالطبطاب.بكرة بقي أحاول أخد خطوة إيجابية...طبعاً مستحيل بتاعي يفضل متعرض للضغط ده كله من الصبح و أسيبه كدة...ضربت عشرة في الحمام.
أنا دلوقتي قاعد مستني بكرة بفارغ الصبر.
>>

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق