تسمرت في مكاني من المفاجأة، واضح انها طلعت فعلاً شرموطة محترفة، أنا صحيح عارف انها بت صايعة بس ما تخيلتش بصراحة انها ممكن تكون بالفُجر ده !
بتاعي بقي عامل زي الوحش الكاسر لدرجة يصعب إخفائها، و يبدو انها لاحظت الموضوع ده.
- مالك يا حمادة فيه إيه؟
- لأ مافيش.
ابتسمت ابتسامة بريئة نستني انها شرموطة ، و كانت تبدو في أبهي صورها مع تلك الابتسامة الرقيقة التي لم أتوقع أبداً أن تبدر من بنت بهذه الأخلاق. الحق يقال البنت جميلة و تعرف تبقي رقيقة و تعرف برضه تبقي بنت ليل، بس في الحالتين بتبقي حلوة و ممتعة قوي.
- إيه يا حمادة انت صدقت ولا إيه؟
- بصراحة آه.
تبدلت الابتسامة إلي نظرة غضب، كم كانت تبدو فاتنة حتي و هي مكشرة.
- اسمع يا أستاذ أحمد ، مش معني ان انا طاوعتك و قلت ان إحنا ها نبقي أصحاب انك تفهمني غلط.أنا بأهزر معاك الهزار إللي من وجهة نظرك أو إللي انت بتسميه هزار بين الأصحاب ، لكن لو تفكر انه ممكن يبقي جد يبقي انت غلطت في العنوان.
و لبست وش الكلب و طلعت من المطبخ،و توجهت نحو الباب( قال يعني غضبانة و هاتسيب الشقة).جريت وراها،
- شيماء، أنا ما قصدتش خالص علي فكرة.انتي إللي واضح انك ظنك سيء بيا من الأول.
- يا أستاذ أحمد أنا مش معني ان أنا بنت مش معقدة زي باقي البنات إنني ممكن أعمل حاجة زي كدة قدامك. أنا في الكلام عادي لكن الأفعال لأ.
- يا ستي ده هزار، عليا النعمة هزار. عموماً أنا أسف و لو عايزة ننسي الدقيقتين إللي قضيناهم مع بعض دول مافيش مشكلة، بس من غير ما تكوني زعلانة مني، بس أنا فعلاً هايبقي حظي وحش لأنني ما صدقت و لقيتك.
- لأ يا أحمد ، إحنا هانفضل أصحاب، بس أرجوك ما تفكرش فيا أي تفكير كدة ولا كدة و حافظ علي صاحبتك.
- صاحبتي في عنيا ، بس علي فكرة انتي بتبقي زي القمر و انتي غضبانة.
الكلمة دي بالذات خليتها تغيّر موقفها 180 درجة و إبتسمت برقة مرّة أخري.
- ميرسي يا حمادة ، ما تزعلش مني و أعذرني.
- ولا يهمك يا شيمو، يعني خلاص مش زعلانة؟
- خالص.
- طب يلا انجري هاتي الشاي و حصليني عالتليفزيون.
- كدة ؟ طيب يا سي حمادة.
و طلعت تجري عالمطبخ و شكلها كان ما صدّق أصلاً. قلت لها:
- بأقوللك يا شيماء صحيح، حاولي تخبي التهمة دي و إوعي تنسيها هنا ولا هنا تبقي مصيبة.
أول ما خلصت الجملة لقيتها جايبة الشاي و جاية عليا:
- من هنا و رايح أنا شيمو ، و البتاعة أنا خلاص داريتها.
- ماشي، اقعدي بقي.
قعدت جمبي علي كنبة الصالون بعد ما وضعت الصانية علي الترابيزة.
- مش عايز تعرف أنا داريتها فين؟
تصلب زبي و كان هايخرم الشورت، بس قلت أمسك نفسي عشان ما تاخدش عليا عشان لو اتعوجت تاني انا ممكن أغتصبها و أطلع دين أبوها و ساعتها مش هاتقدر تعمل لي أي ابن متناكة لأنها هاتروح في داهية ساعتها.
- لأ مش عايز أعرف يا شيماء، و إحنا اتفقنا نكون مؤدبين مع بعض.
نظرت نحو زبي المنتصب كالوحش وهي تقول:
- لا يا شيخ
- و بعدين يا شيماء، ها ترجعي تزعلي. إحنا لازم نبقي أصحاب محترمين.
- عندك حق
شكلها اتبضنت نيك بس كسمها تستاهل ، أنا فاهمها كويس. عايزة تسلي و قتها و تمتع نفسها برضه لأن البنات إللي من النوع ده بيبقوا علي طول متعطشين و ما بيصدقوا، بس هي في نفس الوقت بتعمل كام حركة كدة عشان ترسمهم عليا، و أنا هأطاوعها برضه مافيش مشكلة.
شربنا الشاي و قعدت تحكيلي كام حكاية بضان ولاد وسخة عن فيفي و تيتي و سوسو صاحباتها و أبوها إللي مسافر و مش بيعبرهم إلا بمبلغ كل كام شهر، و أمها و أختها إللي طول النهار في النادي بيتشرمطوا بس بأسلوب راقي.يتعرفوا علي ناس جامدةعشان بيزنس و مصالح و وسايط و مافيش مانع لو عريس ليها أو لأختها. يعني فهمت من الكلام انها بت رايحة في داهية و ما صدقت تلاقي حد تصاحبه و ساكن تحتها، و كانت بتحاول تستثيرني عشان أحيد و أقول أي كلام وسخ بس أنا كنت مخللي بالي نيك من النقطة دي عشان أحافظ علي الكورة في ملعبي أنا.
- يا خبر، الساعة بقت 7 انت أهلك بيرجعوا إمتي؟
- لأ ما تقلقيش، ماما و أختي برّة عند جدتي طول اليوم و بابا مش بيرجع قبل 9. لسة بدري يعني. عايزة تمشي ولا إيه؟
- آه يادوب بقي علشان ألحق أطلع قبل ما حد ييجي.
- هأشوفك تاني إمتي؟
- الوقت إللي يناسبك،أنا صحيح ما أخدتش رقمك.
تبادلنا أرقام الموبايل ، وصلتها لغايت باب الشقة و قالت لي و هي بتلبس شبشبها:
- و لو عندك مش هاينفع ممكن عندي، أنا البيت طول اليوم عندي فاضي.
- طب انتي ليه مش بتروحي معاهم النادي؟
- لأ أنا مش بأحب الجو ده..قعدة البيت أحسن لي ألف مرّة
- و أحسن لي أنا كمان.
عجبتها قوي، ضحكنا،حطت إيدها عالأُكرة ولسة هاتفتح الباب:
- استني هاتعملي إيه؟ كدة هانروح في داهية.
- آه معلهش.
فتحت الباب و تأكدت ان كله في السليم.أشرت لها ان تطلع سريعاً و فعلاً طلعت من عندي علي فوق جري.و بالمناسبة الدور إللي فوق ما حدش ساكن فيه غيرهم.
قفلت الباب.كنت فرحان نيك بالهدية إللي بعتها القدر ليا ( علي رأي عمرو دياب) و قعدت أفكر في إللي ها يحصل بعد كدة.
خطرت في بالي فكرة ظريفة قوي..مسكت موبايلي و طلبتها، ردت من أول رنة:
- ألو.
- أيوة يا شيمو، وصلتي؟
- آه تمام.
- طيب تمام ، حبيت أطمئن عليكي بس عشان السكة وحشة.
ضحكت و قالت لي:
- ميرسي يا حمادة، السكة كانت فعلاً زحمة بس الحمد لله وصلت.
- تمام... فاضية بُكرة؟
- أكيد فاضية، هايكون ورايا إيه.
- أنت إيه نظامك؟
- بكرة الجمعة أنا فاضي جداً جداً
- طب بُص ، إحنا مفروض معزومين عند ناس أصحاب ماما في مكان بعيد كدة عزبة أو حاجة كدة، و أنا أصلاً ماليش مزاج، فهأتحجج بأي حجة و مش هأروح و هأكلمك نقضي اليوم بكرة كله عندي، و أهو بالمرّة تدوق أكلي.
- ماشي..ظبطي نفسك و كلميني.
- ماشي يا حماده، عايز حاجة؟
- ميرسي يا شيمو..يلا سلام و مستني تليفونك بكرة.
- أكيد يا أحمد ما تقلقش.
- باي.
- باي.
كدة جت لي عالطبطاب.بكرة بقي أحاول أخد خطوة إيجابية...طبعاً مستحيل بتاعي يفضل متعرض للضغط ده كله من الصبح و أسيبه كدة...ضربت عشرة في الحمام.
أنا دلوقتي قاعد مستني بكرة بفارغ الصبر.
>>
الخميس، 2 يوليو 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق