الخميس، 2 يوليو 2009

شيماء (الجزء الأول)

رجعت من البيت النهاردة بعد الكلية تعبان و طالع دين أمي ، عايز آكل و أنام، و طبعاً كنت كالعادة هيجان فشخ، بس ما كانش معايا رصيد أكلم نادية.. قلت أطلع البلكونة أتنشي علي أي حرمة علي سطح أو من شباك أوضة نوم أتفرج عليها. فتحت الشيش دخلت البلكونة، تسمرت في مكاني من المفاجأة !!!! فعلي حبل الغسيل ، إذا بستيانة حريمي تبدو انها واقعة من فوق... اطمنت ان مافيش حد شايفني قمت سحبتها و أخدتها علي أوضتي. حطيتها قدامي و فضلت متنّح فيها بتاع نُص ساعة، يا تري دي بتاعت مين؟ و يا تري صاحبتها لابسة واحدة غيرها ولا لأ؟طب لما تكتشف إختفاءها ها تعمل إيه؟ حطيت إيدي في التجويف المخصص لوضع البز، زبي وقف نيك.طب أعمل إيه؟ أرجعها تاني ولا أشيلها ولا إيه؟ مش عارف أتصرف.فجأة رن جرس الباب، كنت قاعد ساعتها بالبوكسر، جريت لبست الشورت و التي شيرت، فتحت، لقيتها شيماء و التي تسكن في الشقة التي تعلونا مباشرةً،
-سلامو عليكم.
-وعليكم السلام.
-يا تري طنط موجودة؟
- والله هي مش موجودة ، يلزم أي خدمة؟
- طب هاتيجي إمتي؟
- و الله مش عارف..قوليلي عايزاها في إيه يمكن أقدر أساعدك.
- طب ولا أختك حتي موجودة؟
- أنا قاعد لوحدي و الله يا مدموازيل، فيه حاجة ممكن أعملهالك؟.( طبعاً أنا فهمت الموضوع بس كل ده عامل عبيط).
- والله أنا مش عارفة أقوللك إيه.. طب تسمح لي أجيب حاجة وقعت مني في البلكونة عندكم؟
- طب اتفضلي انتي استريحي في الصالون و أنا هأروح أجيبهالك.
إحمرت وجنتاها من الخجل و هي تقول:
- لأ مش هاينفع.
- خلاص براحتك ، أنا مش عايز أتعبك بس...اتفضلي يا أنسة البيت بيتك.
قلعت شبشبها علي باب الشقة و دخلت تجري عالبلكونة و هي حافية ، قمت قفلت باب الشقة و فضلت واقف مكاني بس كنت بأراقبها بعيني.بصراحة البت جامدة نيـــك، و كمان أعرف عنها إنها شرموطة.هي من نفس سني علي فكرة.و إحنا في ثانوي كنت بأشوفها كتير بتقف مع شباب عالكورنيش و لما كانت تشوفني كانت بتداري وشها.عبيطة بت وسخة و كأنها بتقوللي خللي بالك ده أنا بأعمل حاجة غلط، لأنها لو كانت وقفت ثابتة انا كنت هأتخيل مثلاً انهم قرايبها و ما كنتش هأخد في بالي ولا كنت هأروح أقعد أحلل و أعمل فيها المفتش كرومبو و أقول يا تري مين إللي كان واقف مع شيماء؟ كل ده خطر في بالي في أقل من الثانية و انا بأتابعها بعيني. نسيت أقول لكم ان البلكونة في وش باب الشقة علي طول. المهم دلوقتي لقيت نفسي عندي فرصة لا تعوض، بت جامدة و شرموطة و لوحدكم في الشقة، لأ و إيه، ماسك عليها ذلة بت متناكة !! بينما أنا أفكر كيف أستغل هذه الفرصة العظيمة، إذا بصوتها يقول في نبرة مبضونة:
- مش لاقياها !!!
- دورتي كويس؟
- آه
- طب انتي متأكدة انها وقعت عندنا؟
- أيوة، دي وقعت مني و أنا بألم الغسيل و شُفتها واقعة عالحبل بتاعكم.
قالت الجملة دي بطريقة بت متناكة لا يخفي مقصدها علي واحد ذكي مثلي. هي عايزة تقوللي إطلع بالستيانة يا كس أمك!
بصيت لها بسخرية وأنا بأحاول أداري انتصاب زبي إللي كان هايخرم الشورت.
- بشمهندس أحمد، لو سمحت الحاجات دي مافيهاش هزار.
- انتي بتتكلمي عن إيه؟
- يعني مش عارف؟
حركت رأسي بالنفي مبتسماً،و قلت لها:
- طب بأقوللك إيه يا شيماء، انت فيه حد عندك فوق؟
- لأ
- طب هاييجوا امتي؟
- مش عارفة بتسأل ليه؟
- أصل انا قاعد لوحدي، ما تقعدي معايا بدل ما كل واحد يقعد لوحده.إحنا ممكن نبقي أصحاب و خصوصاً انه علي حد علمي إحنا الاتنين من نفس السن.
- قصدك إيه؟
- ولا حاجة، بس أنا ما أعرفش حد في العمارة خالص و نفسي يكون لي صاحب ساكن جنبي نتكلم و نحكي مع بعض. لو انتي مش واثقة فيا براحتك بس صدقيني مش هاتندمي.
و يبدو انها صدقت بت العبيطة راحت قالتلي:
- والله يا بشمهندس أنا فعلاً مش بألاقي حد أفضفض معاه و قاعدة طول اليوم لوحدي و محتاجة لحد أفضفض معاه، بس صعب قوي يكون انت.
- ليه؟ ما أشبهش؟
- العفو يا بشمهندس. انت شاب محترم و كل العمارة عارفاك و عارفة أخلاقك. بس عمرهم ما هيقبلوا بالوضع ده.
- و مين هايقول لهم؟
- قصدك من وراهم.
- فيها إيه؟
- انت شايف كدة؟
- طبعاً، ما دام مش بنعمل حاجة غلط.
- أنا واثقة فيك يا بشمهندس.
- و بعدين إيه حكاية يا بشمهندس دي؟ من النهاردة تقوليلي يا أحمد و أقوللك يا شيمو.
قالت مبتسمة:
- ماشي يا حمادة.
طلعت عبيطة نيك.كل البنات كدة، بكلمة حلوة ممكن تاكل عقلهم ، و بالذات البنات إللي أهلهم مش مدينهم الإهتمام، و أنا بصراحة لعبت عالوتر ده.
- تشربي إيه؟
- شكراً ولا حاجة.
- ما تخافيش، مش هأحط لك فيها منوم.
ضحكت و قالت لي:
- مش خايفة والله.
- للأسف ما عنديش ماونتن ديو عشان تجمدي قلبك..تشربي شاي؟
- ماشي.
- طب ادخلي المطبخ بقي إعملي كوبايتين شاي عشان أنا مش بأعرف أعمل شاي.
ضحكت ضحكة عالية و قامت تهز طيزها في شرمطة متجهة نحو المطبخ.دخلت أوضتي، جريت فتحت الدرج جبت السوتيانة و روحت عالمطبخ.
- شيمو
- نعم يا حمادة ( و كأنها ما صدقت بت العبيطة)
- دي إللي وقعت منك؟
- خطفتها مني بسرعة في خجل ابن متناكة و قالت لي :
- مش عيب كدة؟
- زعلتي
- آه جداً و اتكسفت كمان.
- ليه مش إحنا صحاب؟
- و هما الصحاب يعملوا في بعض كدة؟
- و أوسخ من كدة كمان، أُمال لو حكمت عليكي تلبسيها دلوقتي قدامي هاتعملي إيه؟
ردت بشيء من الإرتياح، يظهر أنها بدأت تاخد عليا:
- مش هأناقشك و هألبسها.
>>>> يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق